كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بسم الله الرحمن الرحيم
(من الاسولة المصرية على الفتيا الحموية، والرد على صاحب
الاسولة، وهو القاضي السروجيئ) قال في الاسولة: وأما كيف يعمل
بقوله: خلق أدم على صورته، وعلى صورة الرحمن؟
قال شيخ الإسلام رحمه الله: فالجواب أنه يعمل فيه ما عمله
الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وتابعو التابعين، و ئمة المسلمين، فان
هذا الحديث هو في الصحاح من غير وجه، اعني (على صورته)،
واللفظة الثانية مروية عن ابن عمر موقوفا ومرفوعا (1)، ومثله عن ابن
عباس (2) وغيره من السلف، وهو مروي بالفاظ متنوعة، ومثله موجود
__________
(1) الحديث بلفظ (على صورة الرحمن) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 229)
وعبدالله بن أحمد في السنة (268/ 1) وابن خزيمة في التوحيد (85/ 1)
والاجري في الشريعة (725) والدارقطني في الصفات ص 64 والحاكم في
المستدرك (319/ 2) من طريق الاعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن
أبي رباج عن ابن عمر مرفوعا. و عله ابن خزيمة بثلاث علل، وناقشه شيخ
الإسلام ونقل صحة الحديث عن إسحاق بن راهويه وأحمد وغيرهما، وقال:
أدنى أحوال هذا اللفظ أن يكون حسنا. انظر: بيان تلبيس الجهمية (398/ 6
وما بعدها). و خرجه ابن خزيمة في التوحيد (87،86/ 1) من طريق سفيان
عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء مرسلا، واسناده صحيح. وانظر فتح الباري
(183/ 5).
(2) أورده أبو يعلى في إبطال التأويلات (97/ 1) نقلا عن إبراهيم بن عبدالله بن
الجنيد الختلي في كتاب العظمة باسناده عن ابن عباس -فيما يذكره عن الله
تعالى -: "تعمد إلى عبيد من عبيدي خلقتهم على مثل صورتي. فتقول: اشربوا
يا حمير". و خرجه ابن بي الدنيا في كتاب الصمت (349) وذكره ابن قتيبة في
تأويل مختلف الحديث ص 150، وليس عندهما لفط الصورة. وانظر بيان =
157

الصفحة 157