كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فيما عند أهل الكتب من الكتب المأثورة عندهم عن الأنبياء في التوراة
وغيرها.
فأما السلف فلم يكن فيهم من تأوله، لكن في علماءالسنة أهل
الحديث الأكابر من تاوله، كما سنذكره، ولكن كان في السلف من يترك
روايته؛ فان مالكا رحمة الله عليه روي عنه أنه لما بلغه أن محمد بن
عجلان حدث به كره ذلك، وقال: إلما هو صاحب أمراء (1).
والمقتصدون يقولون (2): إنما كره مالك ذلك لان العلم الذي قد يكون
فتنة للمستمع لا ينبغي للعالم أن يحدثه به؛ لاله مضرة بل فتنة، وأن
يكون بلغه لمن لا يفتتن به؛ لوجوب تبليغ العلم، ولئلا يكتم ما نزل الله
من البينات والهدى.
وهذا كما قال عبدالله بن مسعود: ما من رجل يحدب قوما حديثما لا
تبلغه عقولهم، إلا كان فتنة لبعضهم (3).
وقال - صلى الله عليه وسلم - (4): "حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون؛
__________
= تلبيس الجهمية (448/ 6).
(1) في ترتيب المدارك (44/ 2) قال مالك في ابن عجلان: لم يكن من الفقهاء.
وفي رو 1 ية ابن القاسم وابن وهب عنه: إنه كان لا يعرف هذه الاشياء، وكره
مالك أن يحدث بها عو 1 م الناس الذين لا يعرفون وجهه ولا تبلغه عقولهم،
فينكروه و يضعوه في غير موضعه. وانظر سير أعلام النبلاء (6/ 320) وميزان
الاعتدال (3/ 644، 645).
(2) في الاصل: "يقول".
(3) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 11) بنحوه.
(4) كذا في الاصل "صلى الله عليه وسلم " ولعله سبق قلم من الناسخ. وهو موقوف
على علي بن أبي طالب، أخرجه البخاري (127). وقد عزاه المؤلف إلى علي=
158

الصفحة 158