كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

عليه أصحاب رسول الله! لجؤ. ولهذا كان اعتقاد الفرقة الناجية هو ما كان
عليه و صحابه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في صفة الفرقة الناجية: "هو ما كان
على مثل ما أنا عليه وأصحابي "، أو قال: "ما أنا عليه اليوم
وأصحابي " (1).
فثبت بهذه الوجوه القاطعة أن الرجوع في تفسير القران (2) - الذي
هو تاويله الصحيح المبين لمراد الله تعالى به - إلى الصحابة هو الطريق
الصحيح المستقيم، و ن ما سواه إما ن يخطىء بصاحبه، وإما أن يكون
دونه في الإصابة. ولهذا نص الامام أحمد على أنه يرجع إلى الواحد من
الصحابة في تفسير القران إذا لم يخالفه منهم أحد (3). ثم من أصحابه من
يقول: هذا قول واحد، وان كان في الرجوع في الفتيا في الاحكام إليه
روايتان. ومنهم من يقول: الخلاف في الموضعين واحد (4).
ثم نعلم أن الصحابة إذا كانوا حفظوا فالتابعون لهم بإحسان الذين
أخذوا عنهم وتلقوا منهم لا يجوز أن يكونوا عدلوا في ذلك عما بلغهم
إياه الصحابة، لا يجوز ذلك في العادة العامة، ولا في عادة القوم وما
عرف من عقلهم ودينهم، مع ما علموه من وجوب ذلك عليهم في
دينهم. فإذا كان هذا يوجب الرجوع إلى الصحابة والتابعين فكيف
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
1/ 241 وشرح أصول اعتقاد اهل السنة للالكائي 1/ 156.
أخرجه الترمذي (2641) عن عبدالله بن عمرو بن العاص، وقال: هذا حديث
حسن مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه. وأخرج الطبراني في
الاوسط (19 50، 4 0 80) عن أنس نحوه.
في الاصل: "تفسير القرآن اليهم ".
انظر العذة 3/ 1 72.
انظر المسودة 336.
16

الصفحة 16