كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومعلوم أن كلام العلماء بعضهم في بعض - بالاجتهاد تارة، وبنوع
من غيره أخرى - يشبه ما وقع بين بعض الصحابة وبعض من القال
والفعال.
فالمؤمن يجمع بين القيام بحق الله، بمعرفة دينه والعمل به،
وحقوق المؤمنين متقدميهم ومتاخريهم؟ بالاستغفاروسلامة القلوب،
فانه من كان له في الامة لسان صدق - بل ومن هو دونه - إذا صدر منه ما
يكون منكرا في الشرع (1)، فإما ن يكون مجتهدا فيه، يغفر الله له خطأه،
واما ن يكون مغمورا بحسناته، واما أن يكون قد تاب منه. بل من هو من
دون هؤلاء إذا فعل سيئة عظيمة فالله يغفرها له؟ إما بتوبة، وإما
باستغفاره، واما بحسناته الماحية، واما بالدعاء له، والشفاعة فيه،
والعمل الصالج المهدى إليه، واما ن يكفر عنه بمصائب الدنيا، أو
البرزخ، أو عرصات القيامة، أو برحمة الله تعالى، فلهذا ينبغي للمؤمن
أن يتوفى القول السيىء في أعيان المؤمنين المتقين، ويؤدي الواجب في
دين الله، والقول الصدق، واتباع ما مر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه.
وكما أن هذا الواجب في المسائل العملية، فكذلك في هذه المسائل
الخبرية، لا سيما فيما يغمض معناه، ويشتبه على عموم الناس الحق فيه
بالباطل، فهذا المسلك يجب اتباعه، إذ قل عطيم في الامة إلا وله زلة،
وقد جاء في الحديث التحذير من زلة العلماء (2).
__________
(1)
(2)
في الاصل: "ما يكونون منكرين للشرع ".
أخرج البيهقي في السنن الكبرى (211/ 10) عن كثير بن عبدالله عن أبيه عن
جده مرفوعا: "اتقوا زلة العالم و نتظروا فيئته". وكثير هذا ضعيف جا ا، قال
ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة. لكن جاءت اثار كثيرة عن=
162

الصفحة 162