كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وأما أهل الاقتصاد العارفون بقدر مالك، فيقولون: هو كان أعلم
وأبين من أن ينهى عن رواية الحديث الصحيح عن النبي لمجم! م نهيا عاما،
فان هذا أمر بكتمان ما مر الله بتبليغه، ومخالفة لما أمر به النبي لمج! من
الئبليغ، حيث دعا لصاحبه بالنضرة في مقالتها وتأديتها عنه (1).
قالوا: والنهي إنما يكون لسبب خاص! كضعف حفظ المحدث، أو
لدينه، أو اشتغال المحدب به عما أوجب عليه، ونحو ذلك، كما كان
عمر ينهى عن الحديث الذي لم يضبطه صاحبه، وينهى أن يشتغل الناس
عما يؤمرون به في القرآن بما لم يجب عليهم من الحديث، ونحو ذلك.
فهذا الكلام فيما نقل عن مالك في هذا، وأما بقية السلف الذين
كانوا قبله وبعده ونظراءه فقد رووه كله وبلغوه، وحمله أكابر العلماء
بعضهم عن بعض.
منهم: الليث بن سعد نظير مالك، قال الشافعي: كان أفقه منه،
رواه عن محمد بن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن رسول الله
! ييه نه قال: "لا يقولن أحدكم لأحد: قيح الله وجهك، ووجها أشبه
وجهك، فإن الله خلق آدم على صورته ". وقال: "إذا ضرب أحدكم
فليجتنب الوجه، فان الله حلق ادم على صورته ". ورواه عن الليث ابنه
شعيب المشهور، وعن شعيب الربيع بن سليمان صاحب الشافعي، وعن
__________
(1) في الحديث المشهور: "نضر الله امرا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها،
فرلث حامل فقه إلى من هو فقه منه. .". أخرجه احمد (436/ 1) والترمذي
(2657، 2658) وابن ماجه (232) من حديث ابن مسعود. وفي الباب عن
زيد بن ثابت و بي الدرداء و نس بن مالك وغيرهم. وقد جمع طرقها وتكلم
عليها الشيخ عبد 1 لمحسن العباد في كتاب مفرد وهو مطبوع.
الصفحة 164
194