كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وتوافق المتقين، الذين لا يجتمعون على ضلالة، ولان الائمة (1) لو [لم]
يعلموا (2) أن ذلك عن الرسول والصحابة [لم] يتابعوه.
فاما تاويل من لم يتابعه عليه الائمة فغير مقبول، وإن صدر ذلك
التاويل من إمام معروف غير مجهول؛ نحو ماينسب إلى أبي بكر
محمد بن إسحاق بن خزيمة تأويل حديث " حلق ادم على صورته "، فإنه
تفرد بذلك التاويل، ولم نتدابعه عليه من قبله من أئمة الحديث، كما روينا
عن أحمد رضي الله عنه، ولم نتدابعه أيضا من بعده، حتى رأيت في كتاب
(الفقهاء) للعبادي الفقيه أنه ذكر الفقهاء، وذكر عن كل واحد منهم مسألة
تفزد بها، فذكر الامام ابن خزيمة، وأنه تفرد بتاويل هذا الحديث: " خلق
ادم على صورته) " (3). على أني سمعت عدة من المشايخ رووا: أن ذلك
التاويل مزور مرفوض (4) على [ابن] خزيمة، وافك افتري عليه (5)، فهذا
و مثال ذلك من التأويل لا نقبله، ولا نلتفت إليه، بل نوافق ونتابع ما
اتفق الجمهور عليه (6).
وجماع ذلك أن منهم من جعل الضمير عائدا إلى المضروب،
ومنهم من جعله عائدا إلى ادم، وهذا الذي يذكر عن أبي ثور، وهو الذي
أنكره أحمد وغيره.
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
في الاصل: "] لامة". والتصويب من المصدر السابق.
في الاصل: "تعلموا". و 1 لزيادتان من] لمصدر السابق.
انظر طبقات الفقهاء الشافعية للعبادي ص 44.
في الاصل: "مردود مرفوض ". و 1 لتصويب من بيان تلبيس الجهمية (6/ 405).
ولكنه ثابت من كلام ابن خزيمة في كتاب التوحيد (87/ 1 - 92).
إلى هنا انتهى النقل من كتاب ابي موسى المديني، ثم يبد كلام المؤلف.
170
الصفحة 170
194