كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

على مذهب السلف و هل السنة، وقال: هذه صفة من الصفات،
كالصفات الواردة في القران. وتكلم بكلام قد بعد عهدي به.
وهؤلاء لا يدفعون ما استنبط أولئك من المعاني الصحيحة التي
أثبتوها، وانما ينازعونهم في معنى ما نفوه من الحق في أحاديث الصورة
الأخرى واثبات التأويلات، كما ينازعون الممثكة في إثبات الباطل.
وطائفة من متأخري العلماء والصوفية سلكوا هذا المسلك؛ كأبي الفرج
ابن الجوزي وغيره.
ورأى (1) اخرون أنه أراد الصورة الفعلية، وهو أن الانسان هو العالم
الصغير، الذي اجتمع فيه ما تفرق في العالم الكبير، فهو على صورة
العالم. وزاد الاتحادية على هؤلاء؛ إذ هم يقولون: إنه هو العالم،
والإنسان مخلوو على صورة العالم.
وبالجملة فهذا الحديث بعينه قد ثبت عن أئمة السنة وعلماء الأمة
انكار تاويله، وليس هؤلاء ممن بان جهلهم، وسقطت مكانتهم، بل من
تأمل كتب المناظرة التي بين المناظرين وبين منازيعهم علم أي الفريقين
أهدى و قوم حجة. ولكن العالم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلا،
والجاهل لا يعرف العالم لانه ما كان عالماه فما عند المنازعين شبه
عقلية ونقلية (2) ما لم تخطر ببالهم، ولكن قد يمسك العالم عن الكلام؛
لقصور المخاطب أو لهواه، فأما عند قوة عقله وقوة دينه فانه يخاطب
بقدر عقله ودينه، فان مخاطبة الناس إنما تكون بقدر عقولهم.
__________
= القرآن. ونحن نومن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حذ.
(1) في الاصل: "روى".
(2) في الاصل: "لعقلية ".
172

الصفحة 172