كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أشبه وجهك، كان مقبحا وجه ادم. فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر، لا
تغلطوا ولا تغالطوا، فتصذوا عن سبيل الله، وتحملوه على القول بالتشبيه
الذي هو ضلال (1).
وقيل: يعود على ادم، كما يذكر عن أبي ثور وطائفة أخرى.
والذين أعادوا الضمير إلى الله لهم فيه أيضا أقوال.
فتبليغ جميع العلماء والفقهاء للفظ بعض الحديث وحكمه، يبئن
لهم ما نازع فيه بعضهم من معنى باقيه، وهو نهيه عن ضرب الوجه
مطلقا. فقوله: " إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله حلق ادم على
صورته "، أو "إذا ضرب أحدكم "، فنهى عن ضرب الوجه نهيا عاما،
وعلله بان الله حلق ادم على صورته، وكون ادم حلق على صورة هذا
المضروب لا يناسب النهي عن ضربه؛ فإن ادم خلق على صورة سالر
جسده، ومع هذا فيضرب أكثر جسده ولم ينه عن تقبيح شيء غير الوجه،
ولان مشابهة الانسان للانسان في الصورة لا تقتضي اشتراكهما في ثواب
ولا عقاب، ولا مدج ولا ذم، كما قال النبي لمجير في وصف الدجال،
فقال: " رأيت أشبه الناس به عبدالعزى بن قطن"، فقال: [يا] رسول الله
-لمجيم! أيضرني شبههبم فقال: "لا؛ أنت مؤمن، وهو كافر" (2).
و يضا، فكان ينبغي أن يقال: حلق على صورة ادم، لو أراد ذلك
المعنى فانه هو المخلوق على مثال ادم، لم يخلق ادم على مثاله.
__________
(1)
(2)
المصدر السابق (1/ 84، 85).
أخرجه البخاري (3440، 3441) ومسلم (169) من حديث ابن عمر.
175

الصفحة 175