كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وأيضا فان هذا من المعلوم الذي يعلمه الجميع (1) أن بعض بني ادم
مخلوقون على صورة سائرهم، من ادم وابراهيم ومحمد ع! يم، فلو أريد
بتعليل التمببح هذا لقيل: هذا التقبيح يتناول ادم، ويشمل الانبياء
والصالحين، أما نفس الاخبار بانه (2) الخلق المعلوم فلا يصلح ولا
يحسن. كما لو شتم رجل رجلا، بان قال: قيح الله بدنا أشبه بدنك، أو
أعضاء أشبهت أعضاءك أو رأسا شبه رأسك، لكان يقال: هذا شتم
لجميع البشر من النبيين والصديقين، ولا يقال: بأن الله خلق ادم على
بدن هذا، ولهذا لا يحسن: لا تقبحوا أو لا تضربوا، البدن ولا الرأس
ولا الاعضاء؛ فان الله خلق ادم على رأسه أو بدنه أو عضائه.
وأيضا فلو نهى عن ذلك لما فيه من شتم الانبياء لذكر جميع
الأنبياء؛ إذ فيهم من هو أفضل من ادم، لا يخص ادم بذلك، وان كان هو
الاب؛ لأن المقصود بيان (3) مافي اللفط من شتم الانبياء والصالحين
على ماذكروه، لا نفس الاخبار بالامر المعلوم لكل أحد.
وكذلك كون ادم خلق على صورة ادم، هذا لا يناسب النهي عن
ضربه أو تقبيحه، سواء قيل: على الصورة التي كانت في علم الله وكتابه،
أو على صورة الطين، أو صورته ابتداء، لم ينقل من صغر إلى كبر، كما
خلق أولاده، أو نحو ذلك من الامور التي تذكر في معنى قول القائل:
خلق ادم على صورة ادم، ليس شيء [من] ذا! ك مما يصلح أن يكون علة
للنهي عن ضرب الوجه وتقبيحه، فإن ظهره وبطنه وسائر أعضائه التي
__________
(2)
(3)
في الاصل: "جميع".
في الاصل: "بان".
في الاصل: "بان".
176
الصفحة 176
194