كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

تضرب ضربا، والتي قد [يكون] (1) تقبيحها بمنزلة الوجه في ذلك، بل
مذاكير الآدمي كوجهه في ذلك، فلما كان الحكم المذكور ليس مشتركا
بالنص وإجماع المسلمين، لم يصلح أن تكون العلة مشتركة، مثل من
يقول: لا نقبل هذا، فانه ادمي، أو من ذرية ادم، هذا لو كانت العلة
مشتركة، فكيف وهي منتفية عن هذا المحل؟
(2)
وهنا يضا وجه اخر قاطع بفساد ما زعموه، وذلك أن النهي عن
الضرب والتقبيح إنما (3) هو لوجوه بنيه التي لم تخلق كما خلق ادم من
الطين ابتداء، بل حلقت من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، فاذا نهى
عن ضرب هذه وتقبيحها لمعنى لا يوجد فيها، كان هذا من فاسد
الكلام، فعلة الحكم لا تتناول هذا المحل، وقيل: هذا بمنزلة أن يقال:
لا تضرب هذا أو لا تشتمه؛ لان ادم كان نبيا، أو لان الله علم ادم الاسماء
كلها، أو لان الله أسجد له ملائكته، ونحو هذه الصفات التي خص الله
بها ادم في الفضل.
(نقلته من خط شيخ الاسلام مؤلفه - رحمه الله ورضي عنه - وبقي
منه قائمة ووجه وقليل من الوجه الاخر، في ثالث شهر جمادى. .).
__________
(1) هنا في الاصل كلمات غير واضحة.
(2) في الاصل: "هذا".
(3) في الاصل: "مما".
177

الصفحة 177