كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

تفسيره (1) عن ابن عباس أنه قال: التفسير على أربعة أوجه: تفسير تعرفه
العرب من كلامها، وتفسير تعلمه العلماء، وتفسير لا يعذر أحد بجهله،
وتفسير لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فقد كذب.
الوجه الثاني: أن الدرجة الثانية أن يسمع اللغة ممن نقل الالفاظ عن
العرب نظما ونثرا، وكل ما تعتري نقل الحديث من الافات فهو هنا أكثر،
وهذا أمر معلوم لمن كان خبيرا بالواقع، فيكون نقل ألفاظ اللغة ثم معرفة
مرادهم من تلك الالفاظ يرد عليه أكثر مما يرد على معرفة مراد الرسول،
لان معرفة مراد الرسول توفرت عليها الهمم والدواعي، وصانه الله فهو
محفوظ بحفظ الله ئم بالعادة العامة والخاصة، أكثر من معرفة مراد شاعير
مادح أو راث أو هاج أو مشبب أو واصف ناقة أو امرأة أو فلاة أو مفتخر.
الوجه الثالث: أن الدرجة الثالثة أن يسمع اللغة ممن سمع الالفاظ،
وذكر أنه فهم معناها من العرب، كالاصمعي فيما سمعه من الاعراب
وذكر أنه فهم معناه. ومن هذا الباب كتب اللغة التي (2) يذكرون فيها
معاني كلام العرب بألفاظ المصنفين، ومعلوم أن هذا يرد عليه (3) أكثر
مما يرد على من سمع الكلام النبوي من صاحبه وقال: إنه فهم معناه،
وبينه لنا بعبارته.
الوجه الرابع: أن ينقل له كلام هؤلاء الذين ذكروا أنهم سمعوا كلام
العرب، ومن المعلوم أنه يرد على هذا من الاسولة أكثر مما يرد على نقل
__________
(1)
(2)
(3)
لم أجده في تفسير عبدالرزاق. وقد أخرجه الطبري 1/ 70 وابن المنذر في
تفسيره (255). وذكره ابن كثير في تفسيره 18/ 1.
في الاصل: "الذين".
في الاصل: "على".
18

الصفحة 18