كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الحديث.
الوجه الخامس: ان الدرجة الخامسة أن يعلم اللغة بقياس نحوي أو
تصريفيئ قد يدخله تخصيص! لمعارض راجح، وقد يكون فيه فرو لم
يتفطن له واضع القياس القانوني. ومن المعلوم أن هذا يرد عليه أكثر مما
يرد على من تعلم المعاني الشرعية من القواعد الكلية التي وضعها
الفقهاء.
واذا كان الامر كذلك فمن لم يأخذ معاني الكتاب والسنة من
الصحابة والتابعين ومن أخذ عنهم لم يكن له طريق أصلا إلا ما يرد عليه
من الافات أضعاف ما يرد على هذه الطريق، فلا يجوز له ترجيح غيرها
عليها، فيكون أحد الامرين لازما له:
إما أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، ويعدل عن الطريق
التي فيها من العلوم اليقينية والامور الايمانية والاعتقادات الراجحة
والظنون الغالبة ما لا يوجد في غيرها إلى ماهو دونها في ذلك كله، بل
يستبدل باليقين شكا وبالظن الراجح وهما، ويستبدل بالايمان كفرا
وبالهدى ضلالة، وبالعلم جهلا، وبالبيان عيا، وبالعدل ظلما،
وبالصدق كذبا، وبالايمان بكتب الله وبكلماته تحريفا عن مواضعها.
واما أن يعرض عن ذلك كفه، ولا يجعل للقرآن معنى مفهوما، وقد
قال الله تعالى: < إنا أنزلانة قرانا عربيا لعلي تعقلون! > 1 يوسف/ 2] فلا
يعقله، وقال: < أفلا يتدف! ون القران > 1 النساء/ 82] قلا يتدبره، وقال:
<ئذجمومءايخته ولشذكرأولوا لالبنى!) [ص/ 29]. فلا يتدبر ولا يتذكر،
وقال: < وطك لأمثل نضربها لذاسعلى وما يعقلها إلا آلعلموبن!)
1 العنكبوت/ 43] فلا يكون من العالمين العاقلين لها. واذا سلك هذا
19

الصفحة 19