كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
يكسبون!) [البقرة/ 79]. ولا ريب أن غالبهم ليس مثل اليهود، إذ لا
يكون إلا من كان كافرا محضا، لكن فيهم من الشبه بهم بقدر ما
شاركوهم فيما ذمهم الله تعالى عليه. وقد يكون في الشخص أو لطائفة
بعض المذموم من الخصال والافعال التي هي مما ذم الله تعالى عليه أهل
الكفر والنفاق، وان كان فيه أيضا ما يحمد عليه من الايمان. هذه صفة
من حرف التنزيل أو كتمه أو استدل بما وضعه (1) وابتدعه.
وأما المعرض عن الكلام في معناه بالكلية فقد قال تعالى: <ومنهخ
أفيؤن لا يعلمون ائكتث الأ أمافئ وإن هم إ لا يظنون!) [البقرة/ 78].
والأماني التلاوة والقراءة، فهم لا يعلمون إلا مجرد تلاؤيه وقراءته
بالسنتهم، يقيمون حروفه ويضيعون حدوده علما وعملا، لا يعرفونها
ولا يعملون بها.
فهذه أربعة أمور ذمها الله تعالى: تحريف ما أنزله الله، وكتمانه،
وكتابة ما ينسب إليه مما يخالفه، والاعراض عن تدبر كلامه. فمن الناس
من يجمع الاربعة، وهم رووس أهل البدع و ئمتهم الذين وضعوا
مذاهب تخالف الكتاب والسنة، وجعلوها من دين الله وأصول الدين
وفروعه التي اوجب الله قولها واعتقادها، وقالوا عن الله: إن الله أمر بهذا
القول والاعتقاد وهذا العمل والاعتماد، فاخبارهم عن الله بإيجاب ذلك
واستحبابه أعظم من مجرد إخبارهم عنه بأن ذلك جائز عند الله، إذ قد
يجيىء من عند الله مالا يجب علينا به عمل، لكونه منسوخا أو لكونه
خبرا لا يجب علينا به عمل ونحو ذلك. وتحريفهم لنصوص الكتاب
والسنة ظاهر، وكذلك كتمانهم ما يحتج به أهل الايمان عليهم من الاثار
__________
(1) في الاصل: "به ما وضعه ".
22