كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

إذ كان ذلك لا يفيد علما ويقينا. وطريقة التحريف تتقابل فيها
الاحتمالات، فإنه إذا لم يكن إلى العلم بالمراد سبيل تعين الاعراض عن
مراد القران، وهي الطريقة الامية. قال الله تعالى: <و ن هم إلا
يظئون *> [1 لبقرة / 78]، < وما لهم بذ لك من عفو) [الجاثية / 4 2].
ومما يجب أن يعلم أن من أعظم أبواب الصد عن سبيل الله واطفاء
نور الله والالحاد في ايات الله وإبطال رسالة الله دعوى كون القرآن لا يفهم
معناه، ولا طريق لنا إلى العلم بمعناه، أو لا سبيل إلى ذلك إلا الطرق
الظنية. ولهذا يسلك هذا الطريق من نافق هنا من المتكلمة والمتفلسفة
ونحوهم، فانهم إذا انسد عليهم باب الرسالة والاخذ منها رجع كل منهم
إلى ما يوحيه الشيطان إليه، <وإن لنظ ليوصن الى+ أوليايهز
ليخدلوكئم وإن أطعتموهم ئكخ لمشركون!) [الاتعام/ 1 2 1].
ثم القرآن إما أن يحرفوه، فيكونون في معناه منافقين يظهرون
الإيمان بلفظه وهم بمعناه كافرون، واما أن يعرضوا عن معناه فيكونوا به
كافرين، كما قال تعالى: < هاما ياتينيم متي هدى فمن آتبع هداى فلا
يضل ولا لمجثئقئ! ومق أغرض عن ذتحري فان ل! معيشة ضن! ص ونخمرلم يوم
لقيمة أغمح! قال رب لم حمثرتنى أعمى والد كنت بص! ا! قال كذلك [نتك
ءايختنا فنسينها وكذلك أئيوم ننسى!) [طه/ 123 - 126]. والنسيان تركها
والاعراض عنها، وكذلك ترك استماعها وترك تدبرها وفهمها، وترك
الايمان بها والعمل بها، كل ذلك من نسيانها. وقراءة مجرد حروقها
وحفظه أو استماع مجرد صوت القارىء بها لا يمنع النسيان المذموم،
فلابد من الايمان الذين يتضمن معرفتها والعمل بها، وهذا وإن لم يكن
واجبا على كل أحد قي كل اية على سبيل التفصيل، لكن الايمان بالله
24

الصفحة 24