كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فقه فان ذلك مذموم، ذكر هذا في نعت أبناء الدين، ثم قال في نعت أبناء
الدنيا: إن المحمود كثرة المعطي وقلة السائل، لا كثرة السائل وقلة
المعطي. فعلم أن ما أوجب ترك فقه القران فهو مذموم، فكيف بما
أوجب تحريفه وتبديله!
واعلم أنه لما حرف من حرف من المنتسبين إلى العلم كثيرا من
معاني القرآن، وجعلوا ذلك هو فقهه وفهمه ومعرفة معانيه في أصول
دينهم وفروعه، ووضعوا من الكلام الذي ابتدعوه والكتب التي (1) كتبوها
بأيديهم، وجعلوها مأمورا بها من عند الله أو مأثورة من عندالله، وكثر
هؤلاء وكبر أمرهم = صار آخرون من المؤمنين الذين علموا بطلان ما
ابتدعوه وتحريم ما قالوه وكتبوه ينهون عن ذلك كما أمر الله ورسوله،
وينهونهم عما ابتدعوه من التأويل الذي هو تحريف الكلم عن مواضعه،
ويقولون: هذا بدعة وضلالة، و لسلف لم يتأولوا هذه التأويلات، ورأى
أولئك أن في هذه التأويلات من الفساد، ما لا تقبله العقول والقلوب،
[و] من الاختلاق ما يوجب الافتراق والشقاق. وضعف أولئك المؤمنون
عن تحقيق الإيمان بمعاني القران، إما في بواطنهم لما عارضوهم يه من
الشبهات، واما في ظواهرهم لما قاموا به من المجادلات والمجالدات،
أحلد الفريقان إلى الطريقة الامية المتضمنة الإعراض عن معاني كثير من
القران، وصار ممن يرى هذه الفتن والافتراق يصد قلبه عن تدتر القران
وفهمه ومعرفة الحديث وعلمه، < واذا قيل لهخ تعالؤ المت ما أنزل ألله
و لى الرسول رأيت المتفقين يصدون عنث صدو؟ ا! > [النساء/ 61]
خوفا من شبهات المنافقين التي يوحيها شياطين إنسهم وجنهم لى قلبه،
__________
(1) في الاصل: "الذي".
26