كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

على عباده وبحججه على كتابه، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في
احنائه، ينقدح الشك في قلبه باول عارض من شبهة، لا ذا ولا ذاك،
فمنهوم باللذات سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع المال
والادخار، قرب [شيء] شبها بهما الاتعام السائمة، كذلك يموت العلم
بموت حامليه ". ثم قال: "اللهم بلى! لن تخلو الارض من قائم لله
بحجته ".
هذا لفط الحديث الذي رواه أهل العلم بذلك، وأما قولهم "إما
ظاهر مشهور واما غائب مستور" فمن أكاذيب الرافضة الذين يزعمون أنه
أشار به إلى ما لا حقيقة له. وليست هذه الزيادات في شيء من الروايات
إلا في مثل "نهج البلاغة " (1) الذي أكثره موضوع، وضعه واخترعه
الشاعر المعروف بالرضي. وتمام الحديث: "أولئك الاقلون عددا،
الاعظمون عند الله قدرا، هجم بهم العلم على حقيقة الامر، فاستلانوا ما
استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا
بأبدان أرواجها معلقة بالمحل الاعلى. آه آه! شوقا إلى رويتهم ".
ففي هذا الحديث أن أمير المومنين قسم حملة العلم المذمومين
ثلاثة أصناف:
المبتدع الفاجر الذي ليس عنده مانة وايمان، يبطر الحق الذي جاء
به الكتاب ويغمط ا لخلق، يجادل في آياته بغير سلطان أتاه، ن في صدره
إلا كبر ما هو ببالغه. وهؤلاء مثل المتفلسفة والمتكلمة الذين يعارضون
القرآن ويعتدون على أهل الايمان.
__________
(1) ص 497 بنحوه.
32

الصفحة 32