كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
قال أبو عبيد -وعلمه باللغة في الطبقة العليا، مع ما له من البراعة في
بقية العلوم - لما ذكر تنازع بعض أهل اللغة وعلماء الفقه والحديث في
تفسير نهي النبي! يم عن اشتمال الصماء، وأن بعض أهل الغريب فسره
بالتجليل، وأن علماء الدين فسروه بإبداء المنكب، قال أبو عبيد (1):
"والفقهاء أعلم بالتأويل"، والتأويل هو التفسير، وهو حقيقة المراد.
يعني أن الفقهاء يعلمون ما عني بالامر والنهي، لان ذلك مطلوبهم،
وأهل الغريب يتكلمون فيه من جهة اللفط فقط وما تريده به العرب كما
قدمناه.
وكذلك ذكر هلال بن العلاء الرقي - فيما أظن - أنهم لما سمعوا نهي
النبي! ي! عن العقر قال: سالنا فلانا وفلانا من أهل العلم باللغة فلم
يعرفوا معناه، وأظنه ذكر أبا عمرو الشيباني وطبقته، قال: فقلنا: ارجعوا
بنا لى اهله، فجاؤوا به إلى احمد بن حنبل، فسالوه فقال: كانوا في
الجاهلية إذا مات فيهم كبير ذبحوا عند قبره، فنهى النبي! ي! عنه، لما فيه
من تعظيم الميت الذي يشبه النياحة ويشبه الذبح لغير الله. ولهذا كره
أحمد الاكل مما يذبح على القبور. قال هلال: فقلنا: هذا والله العلم،
ثم أنشد لبعض عرب الجاهلية (2):
واذا مررت بقبره فاعقر به كوم الركاب وكل طرف سابح
فهذا بعض ما يتعلق بكون الاحاديث والاثار موافقة للقران ومفسرة
__________
(1)
(2)
في غريب الحديث (118/ 2).
البيت لزياد الاعجم او الصلتان العبدي من قصيدة في امالي اليزيدي 2 وذيل
أمالي القالط 9.
35