كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وأما الطريق الثاني
وهو بيان وجوب قبول الاخبار الصحيحة، فنقول:
أما قوله: "هذه الاخبار احاد لا تفيد العلم بل تفيد الظن، كما عرف
في الاصول "، فنقول: الاخبار في هذا الباب - وهو باب الامور الخبرية
والعلمية - ثلاثة أقسام:
أحدها: متواتر لفظا ومعنىه
والثاني: مستفيض متلفى بالقبول.
والثالث: خبر الواحد العدل الذي يجب قبوله.
أما الاول فمثل الاحاديث الواردة في عذاب القبر وفتنته، وفي
الشفاعة، وفي الحوض، ونحو ذلك. فان هذه متواترة في باب الامور
الخبرية كتواتر الاحاديث الواردة في فرائض الزكاة والصوم والصلاة
والحج والمناسك، وفي رجم الزاني ونصاب السرقة ونحو ذلك. و بلغ
منها الاحاديث الواردة في روية الله تعالى في الاخرة، وعلوه على
العرش، واثبات الصفات له، فانه ما من باب من هذه الابواب إلا وقد
تواتر فيها المعنى المقصود عن النبي! يم تواترا معنويا، لنقل ذلك عنه
بعبارات متنوعة من وجوه كثيرة يمتنع بمثلها في العادة التواطؤ على
الكذب أو وقوع الغلط، والخبر لا تاتيه الافة إلا من كذب المخبر عمدا
أو من جهة خطئه، فاذا كانت [العادة] العامة البشرية والعادة الخاصة
المعروفة من حال سلف هذه الامة وخلفها تمنع التواطؤ والتشاعر (1)
__________
(1) كذا في الاصل. ولعلها "التساعد".
36