كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

على الاتفاق على الكذب في هذه الاخبار، وتمنع في العادة وقوع الغلط
فيها، أفادت (1) العلم اليقيني بمخبرهاه
وللناس بمخبر التواتر طريقان:
منهم من يقول: هو ضروري، فنحن نستدل بحصول العلم
الضروري على حصول التواتر الموجب له، والامر هنا كذلك، فانه ما
من عالم بهذه الاحاديث وبطرقها ونقلتها سمعها كلها إلا أفادته علما
ضروريا لا يمكنه دفعه عن نفسه، أعظم من علم عموم الناس بسخاء
حاتم وشجاعة عنتر وعدل كسرى وحزب البسوس ونحو ذلك من الامور
المتواترة عندهم من جهة المعنى. بل هذا عند أهل الحديث أبلغ من
العلم بمشهور مذاهب الائمة عند أتباعهم، كما يعلم أصحاب أبي حنيفة
أن مذهبه أن اللمس لا ينقض الوضوء، و ن المسلم يقتل بالذمي، و نه
لا يحلف المدعين، و نه يقول بالاستحسان في مواضع. ويعلم أصحاب
مالك أن مذهبه سد الذرائع واتباع مذهب أهل المدينة ونحو ذلك.
ويعلم أصحاب الشافعي أن مذهبه اتباع الخبر الصحيح وتقديمه على
القياس والعمل، وأنه لا يقتل المسلم بالذمي، وأنه أخذ عن مالدب
ونحوه. ويعلم أصحاب أحمد أنه كان معظفا لسنة رسول الله! يم
وللحديث في أصوله وفروعه، وأنه كان يقول بفقه أهل الحديث،
ويقدمه على القياس والعمل ونحو ذلك.
فتواتر العمل بما ذكرناه عن النبي لمجم! م عند أهل العلم بحديثه أعظم
من تواتر ما ذكرناه من أقوال المتبوعين عند أتباعهم، ومن سمع ما
__________
(1) في الاصل: "افادة".
37

الصفحة 37