كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

سمعوه وتدبر ما تدبروه حصل له من العلم ما يحصل لهم. ولكن أكثر
أهل الكلام و تباعهم في غاية قلة المعرفة بالحديث، وتجد فضلهم لا
يعتقد أنه روي في الباب الذي يتكلم فيه عن النبي! يم شيء، أو يطن
المروي فيه حديثما أو حديثين، كما تجده لاكابر شيوخ المعتزلة، مثل أبي
الحسين البصري يعتقد أنه ليس في الرؤية (1) إلا حديث واحد، وهو
(2)
يث جرير، ولا يعلم أن فيها ما شاء الله من الاحاديث الثابتة
المتلالاة بالقبول (3)، حتى إن البخاري ومسلما مع كونهما مختصرين قد
رويا فيه عددا جيدا من ذلك، والبخاري هو أكبر من مسلم، ومع هذا فقد
سماه "الجامع المسند المختصر من سنن رسول الله! يم وأيامه ". فإنكار
هؤلاء لما علمه أهل الوراثة النبوية مثل حكاية كثير من الفقهاء لمذاهب
الائمة المشهورين بخلاف المتواتر عند أصحابهم، وقد رأيت من ذلك
عجائب حين رأيت في الكتب المشهورة عند الحنفية أن مالكا يبيح نكاح
المتعة، وقد علم أن مذهب مالك يمنع توقيت الطلاق لئلا يشبه المتعة.
وكثير من الناس قد يطرق سمعه هذه الاحاديث، ولا يجمعها
وطرقها في قلبه، وان كان من سامعي الحديث وكتابه، ومعلوم أ ن
حصول العلم في القلب بموجب التواتر مثل حصول الشبع والرفي، وكل
واحد من الانباء يفيد قدرا من الاعتقاد، فاذا تعددت الأخبار وقويت
أفادت العلم، إما للكثرة واما للقوة واما لمجموعهما.
__________
(1) في الأصل: "رؤية ".
(2) خرجه البخاري (529،547. 4570،6997) ومسلم (633).
(3) ذكر ابن القيم في حادي الارو 1ح (ص 593 - 685) ثمانية وعشرين حديث! مع
بيان طرقها والكلام عليها.
38

الصفحة 38