كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والعلم بموجب الخبر لا يكون بمجرد سماع حروقه، بل بفهم معناه
مع سماع لفظه، فاذا اجتمع في القلب المستمع للأخبار المروية [العلم]
بطرقها والعلم بحال رواتها حصل له العلم الضروري الذي لا يمكنه
دفعه. ويدل على ذلك أن جميع أئمة الحديث المعروفين المشهورين
قاطعون (1) بمضمون هذه الاحاديث، شاهدون (2) على رسول الله لمجيم
بذلك، جازمون بأن من كذب بمضمويها فهو ضال أو كافر، مع علم كل
أحد بفرط علم القوم ودينهم، وأنهم أعلم أهل الارض علما بما يصدق
ويكذب باحوال المخبرين، و نهم يجردون الرواية والخبر تجريدا لا
يفعله أحد لا من المسلمين ولا من غير المسلمين فيما ياخذه بالنقل عن
الانبياء ولا عن غيرهم، والمرجع في العلم بخبر هذه الاخبار إلى ما
يجده الانسان في نفسه من العلم الضروري، ليس له إلا ذلك، كما يرجع
إلى ما يجده من العلوم الوجودية كاللذة والالم وما يحس، وكل من كان
من العلماء بالحديث من الاولين والاخرين يجد ذلك ويحلف عليه
ويباهل عليه، ومن. 0. (3) يباهلنا باهلناه، فان أتباع الانبياء تباهل على
ما جاءوا به، كما دعا الانبياء إلى المباهلة على ما تاهم من عند الله.
وقول القادح في النبوة: يجوز أن يكون الذي جاءه شيطان، ويجوز
أن يكون [كاذبا] عليه، مثل قول هؤلاء القادحين فيما أتاهم به ورثة
الانبياء: يجوز أن يكون رواة هذه الاخبار كاذبين أو غالطين، وكل أحد
يعلم أن المتدينين بالحديث أصدق الظوائف وأعدلها وأقلها كذبا
__________
(1) في الاصل: "قاطعة ".
(2) في الاصل: "شاهدين".
(3) هنا في الاصل كلمة غير واضحة.
39