كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والوجه الرابع: عارضتها الادلة العقلية فيجب تأويلها، والله لا
يشبهه شيء من مخلوقاته، ولا يحل فيه حادث ولا يحل هو في حادث،
وعند ذلك يستحيل وصفه بالتحيز والاتصال بالمحدودات. وقال تعالى:
أن تقع على الأرض إلا بادئمه) [الحج/ 65] وفي الطير < ما يمسكهن لا الله)
[الخر/ 79]. فاذا ثبت أن الامساك الحسي غير مراد إجماعا فكذلك
الاصبع والاصبعان التي وردت، فان صمموا وادعوا التعميم فقد
جسموا.
الجواب
أما قوله: " أخبار آحاد لا تفيد العلم "، فجوابه من ثلاثة طرق: بيان
موافقة الاثار للقران وتفسيرها له، وبيان وجوب قبولها، وبيان صحة
الاعتقاد الراجح بها.
الطريق الأول
أن نقول: الاحاديث الواردة الصحيحة في هذا الباب توافق القرآن
ويطابقها، ويدل على ما دلت عليه، وانما الحديث مع القران بمنزلة
الحديث مع الحديث. الموافق له، والاية مع الاية الموافقة لها، وبمنزلة
موافقة القران للتوراة، حتى قال النجاشي لما سمع القرآن قال: إن هذا
والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة (1). وكذلك قال ورقة بن
__________
(1) قول النجاشي هذا ضمن حديث طويل اخرجه أحمد في مسنده
203 - 201/ 1، عن ام سلمة. وانظر سيرة ابن هشام 338 - 334/ 1.
292 - 290/ 5

الصفحة 4