كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

صدقه من كذبه. ويعلمون أن الزهري وقتادة ما كانا يغلطان، ويعلمون
أن ابن مسعود وابن عمر لا يسصور أن يتعمدا الكذب على النبي! سي!.
وكذلك أكثر أئمة أهل الحديث - مثل مالك وشعبة والثوري وأحمد بن
حنبل - من علم حالهم يعلم علما ضروريا نهم لم يعتقدوا الكذب قط في
حديث النبي ع! ي!، ويعلمون أن هؤلاء لم يغلطوا إن غلطوا إلا في لفظة أو
لفظتين، ومنهم من يعلمون أنه لم يغلط في الحديث النبوي، فإن
أحمد بن حنبل ما عرف أنه غلط فيه قط، ولا الثوري ولا الزهري،
وكذلك خلق كثير غيرهم. والذين يعلمون أنهم قد يغلطون (1) - مثل
حماد بن سلمة وجعفر بن محمد - يعلمون أن غلطهم إنما هو شيء يسير
وفي مواضع يعرفونها.
وبالجملة يجب أن يعلم أن حفظ الله تعالى لسنة نبيه من جنس
حفظه لكتابه الذي لا يروج فيه الغلط على صبيان المسلمين، وكذلك
الحديث لا يروج فيه الباطل على علماء الحديث، مع أنا لا ندعي هذا في
هذا المقام، فان ذلك من خواص أهل الحديث وخصائص الامة، وانما
يكفينا هنا الاكتفاء بالعادة المشتركة بين بني ادم، فان العلم بمخبر
الاخبار يكون من الاسباب الاربعة التي تقدمت: الكثرة وحال المخبر
وحال المخبر عنه وحال الاخبار أيضا. ومن قال من المتكلمين ومن
اتبعهم من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم أن لا اعتبار إلا بالعدد، و نه إذا
حصل [العلم] بخبر أربعة لقوم عن أمر وجب أن يحصل بخبر كل أربعة
لكل قوم في كل قضية = فهذا قد عرف غلطه، [و] قرر غلطه في
__________
مواضع.
(1) في الاصل: "يغلظوايا.
42

الصفحة 42