كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فبهذين الطريقين الضروري والنظري يحصل العلم لأهل الحديث
بمخبر هذه الاخبار المتواترة تواترا لفظيا أو معنويا في الأمور العلمية في
باب الايمان بالله، والايمان باليوم الآخر.
والقسم التاني من الاخبار مالم يروه إلا الواحد العدل ونحوه، ولم
يتواتر لا لفظه ولا معناه، ولكن تلقته الامة بالقبول عملا به أو تصديقا
له، كخبر أبي هريرة: " لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها" (1).
فهذا يفيد العلم اليقيني أيضا عند جماهير أمة محمد لمجي! من الاولين
والاخرين. أما السلف فلم يكن بينهم في ذلك نزاع، وأما الخلف فهذا
مذهب الفقهاء الكبار من أصحاب الائمة الاربعة، والمسألة منقولة في
كتب الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية، مثل السرخسي (2)، ومثل
الشيخ أبي حامد وأبي الطيب و بي إسحاق (3) وغيرهم، ومثل القاضي
أبي يعلى (4) وأبي الخطاب () وابن الزاغوني وغيرهم، ومثل القاضي
عبد الوهاب وغيره. وكذلك أكثر المتكلمين من المعتزلة والاشعرية مثل
أبي إسحاق الاسفراييني وأبي بكر بن فورك وغيرهما. وإنما نازع في
ذلك طائفة كابن البافلاني، وتبعه مثل ابي المعالي والغزالي وابن عقيل
وابن الجوزي ونحوهم (6).
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
أخرجه البخاري (09 51. 0 511) ومسلم (08 14).
في صوله 321/ 1.
انظر شرح اللمع 303/ 2.
في العدة 889/ 3.
في التمهيد 36/ 3.
انظر فتح المغيث 59/ 1 وتدريب الراوي 143/ 1.
43