كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

السلف (1): لو هم رجل في السحر أن يكذب على رسول الله ع! يو لاصيح
[و] الناس يقولون: هذا كذاب.
وفي ذلك من البسط ما لا يختص بهذا المكان، ولا يقف غرضنا
عليه، فان عامة الاحاديث التي يحتج بها في موارد النزاع لا يخرج عن
القسم الاول أو الثاني. وأحاديث الاصول الكبار التي بها يميز أهل السنة
والجماعة هي من القسم الاول المتواتر لفظا ومعنى، وفي لفظها يخالف
الخوارج والروافض والجهمية والقدرية من المعتزلة ونحوهم.
فصل
الطريق الثالث: أن يتكلم في الحديث الذي انتفت أسباب العلم
بصدقه من كل وجه، وهذا قد يكون عند شخصيى وطائفة دون شخص
وطائفة، فكثير من الاحاديث المعلوم صدقها عند علماء الحديث هي
عند غيرهم غير معلومة الصدق، بل يطن بها الصدق، كما ذكره
المعترض وذووه (2).
فنقول على هذا التقدير: علينا ن نقدر الحديث قدره، فاذا غلب
على الظن صدقه اعتقدنا اعتقاذا راجحا مضمونه، ولم نجزم به جزمنا
بالمتيقن صدقه، كما نقول في أدلة الاحكام الظواهر والاقيسة. وخبر
الواحد المجرد اذا لم يفدنا لا غلبة الظن اعتقدنا غلبة الظن بها، وهذا
هو الواجمط، بل هذا في الامور الخبرية اجود، لانه لا يترتب على ذلك
فساد ولا مضرة، إذ كنا لا نوجمط به عملا ولا نحرمه، وانما نظن
__________
(1) هو عبدالله بن المبارك كما أخرج عنه ابن الجوزي في الموضوعات 539/ 1
(2) في الاصل: "وذويه ".
49

الصفحة 49