كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

مضمونها.
ولهذا جوز العلماء أن تروى الاحاديث في الوعد والوعيد إذا كانت
ضعيفة، ولم يعلم صدقها ولا كذبها، ولا يثبت بها استحباب، لكن
يثبت بها ظن يحرك القلب على فعل الخيرات أو ترك المنكرات. فان
كان هذا فيما يتعلق بالإيمان باليوم الاخر، فكذلك فيما يتعلق بالإيمان
بالله، ذا روي خبر في عطمة الله وبعض شؤوني التي لم يعلم بهذا الخبر
انتفاؤها ولا ثبوتها، و لخبر مما يغلب على الظن صدقه، اعتقدنا
بموجبه، وظننا ذلك ظنا غالبا، فان كان صادفا في نفس الامر والا
فعظمة الله أكبر. كما أن حديث الوعد والوعيد الذي لم يعلم انتفاء
مضمونجه، ن كان صادفا والا فثواب الله أعم مما علمناه مفصلا، إذ فيه
مالم يخطر على قلب بشر، فهذا هذا.
وهذا مما اتفق عليه سلف الامة و ئمة الاسلام أن الخبر الصحيح
مقبول مصدو به في جميع أبواب العلم، لا يفرق بين المسائل العلمية
والخبرية، ولا يرد الخبر في باب من الابواب سواء كانت أصولا أو
فروعا بكوني خبر واحد، فان هذا من محدثات أهل البدع المخالفة للسنة
والجماعة.
فان قيل: هذا بشرط أن لا يعلم بالعقل ولا بالشرع انتفاء مضموني.
قلنا: نعم، لابد من هذا الشرط، وإلا فما قطعنا باستحالة مضمونه
يستحيل أن يغلب على ظننا صدقه، فان هذا جمع بين النقيضين ه لكن
دعوى المعترض قيام الادلة العقلية القطعية على انتفاء مضمون الايات
والأخبار هو السؤال الاخر، فلهذا أخرنا الجواب إلى هناك. والواقع أنه
ليس في الاخبار الصحيحة التي لا معارض لها من جنسها ما يخالف
50

الصفحة 50