كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
بأن الرسول لم يرد بكلامه ما يعلم مثلنا و مثالنا انتفاءه، وعقولنا أقل من
أن يقال: هي دون عقله.
بل لو حكى أحد مسالة في الطب أو النحو مما يعلم ن أبقراط
وسيبويه لا يقولانها لبادرنا إلى التكذيب، مثل أن يحكي حاك عن أبقراط
أنه قال: طبائع الاجسام الارضية خمسة، والبلغم أحسن من المرة
الصفراء، أو الدم أيبس منها، أو هي أبرد من المرة السوداء، فانا نعلم أ ن
أبقراط ونحوه لا يقولون هذا، فاما أن الناقل قد كذب عمدا أو خطا، و
يكون للعبارة معنى غير الظاهر الباطل الذي لا يقوله ذلك الفاضل.
وكذلك لو نقل عن سيبويه أن الفاعل منصوب، والمصدر مجرور،
وخبر كان مرفوع، وخبر المبتدأ مجرور، ونحو هذا، لعلمنا ن هذا
كذب على سيبويه عمدا أو خطأ، أو يكون للعبارة معنى يليق به أ ن
يقوله. وكذلك لو نقل عن الائمة أمورا تنافي ما علمناه من أحوالهم
علمنا أنه مكذوب أو مصروف.
فمن نقل عن نبينا ع! يم أنه قال عن ربه: "إنه حلق نفسه من عرق
الخيل " (1)، أو أن النبي ع! يم كان موجودا بعينه نبيا قبل أن ينبمه الله، أو ن
يعطى من دعا بهذا الدعاء مثل ثواب الانبياء ونحو ذلك = علمنا أنه
يكذب على رسول الله ع! يم. والكذب عليه كثير، قد صنف العلماء في
بيان الاحاديث الموضوعة مصنفات؟ وميزوا الصدق من الكذب تمييزا
معلوما عن أهله.
__________
(1)
وضعه محمد بن شجاع الملجي بماسناده إلى أبي هريرة مرفوغا، كما ذكره ابن
عدي في الكامل 6/ 291 والبيهقي في الاسماء والصفات 372.