كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ولكن هل في القران أو الاحاديث الثابتة عن النبي لمجيم ما ظاهره
ممتنع في العقل، ولم يتبين ذلك بالادلة الشرعية = هذا لا يعلم أنه واقع
أصلا. فمن قال: إن هذا واقع فليذكره، فانا رأينا الذي يدعى فيه ذلك:
إما أن يكون الحديث فيه موضوعا، أو الدلالة فيه ليست ظاهرة، أو أ ن
ظاهرها الذي لم يرد قد بين بأدلة الشرع انتفاؤه. فاذا كان النص ثابتا
والدلالة ظاهرة وليس في بيان الله ورسولي ودلالته ما يبين انتفاءها ومراده
بها، فانا وجدنا ما يذكرونه من المعقول له هو في نفسه معارض بمعقول
أقوى منه، ووجدناه من المجهول لا من المعقول، بل وجدنا المعقول
الصريح يدل على بطلان المعارض للمنقول الصحيح. < وادده يقول الحق
وهو يهدى السبيل!) [الاحزاب / 4].
وهذه جملة يبينها التفصيل، إذ السؤال أيضا مجمل، وقد فصلنا
الجواب أكثر من تفصيل السؤال، وهذا يظهر بذكر فصل جليل القدر
عظيم في تصديق المرسلين ورعاية حق المؤمنين.
وذلك أنه مازال في الامة قديما وحديثما من يظهر له من اية أو حديث
معنى، ويعتقد أن ذلك المعنى باطل، إما لمعارضته لما يرى أنه علمه،
أو لمجرد عقله للأمور الموجودة، أو لما يرى أنه علمه لما عقله من
كتاب الله، فيحتاج عند ذلك إما إلى رد الخبر، واما إلى تأويله ورده بأن
يقول: غلط سمع الراوي، أو لم يفهم معناه، أو لم يحفظ ما فهمه، أو
أنه تعمد الكذب، فان الخبر لا ياتيه البطلان إلا من تعمد المخبر أو
خطئه، وخطؤه إما في نفس ما سمعه من اللفط، فقد يغلط السمع، وقد
يسمع البعض دون البعض، واما نه لم يفهم المعنى ورواه بالمعنى الذي
فهمه بلفظ اخر، أو باللفظ الاول مع قرائن تفيد غير المعنى الاول، أو
56

الصفحة 56