كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وسعيه، أما أن يرجج رأيه وتأويله على مقتضى النصوص فهذا ظلم
محرم، وفيه رذ ما جاء به الرسول لاجل رأي غيره وتأويله.
ولهذا قال الامام أحمد: أكثر ما يخطىء الناس من جهة التاويل
والقياس (1). ولقد حسن رضي الله عنه بهذه الكلمة الجامعة النافعة،
فاني تدبرت عامة من رد حديثما صحيحا بغير حديث صحيح يكون ناسخا
له برفع أو تفسيرا و مبينا غلط راويه، فلم أجد الغلط إلأ من الراد وان
كان قد تأول لرده ظاهر القران، ويكون غلطه من أحد وجهين: ما لانه
اعتقد ظاهر الحديث ماليس ظاهره ثم رده، ولا يكون ظاهر الحديث هو
المعنى المردود. أو لان ظاهره الذي اعتقده الظاهر حق، والدليل الذي
يعارضه ليست معارضته له حفا.
وهذا - والله أعلم - من حفظ الله لما بعث به نبيه من الحكمة التي هي
سنته، فانها من الذكر الذي أمر الله بذكره، حيث قال: < واذ! ربت ما
يتلى فى بيوبجن من ءايخت الله والحمة) [الاحزاب/ 34]، وقد قال
سبحانه وتعالى: < إنا نخن نزلنا ألذكر د! نا له لجفظون! > [الحجر/ 9].
وسنته التي هي الحكمة منزلة بنص القران، فإن كانت داخلة في نفس
الذكر كما تقدم، والا كانت في معناه، فيكون حفظها بما حفظ به الذكر.
ولهذا يوجد من الايات الخارقة للعادة في حفظ السنة ما يوكد ذلك، كما
أن الله تعالى حفظ القران حفظا خرق به عادة حفظ الكتب السالفة، وكما
أن الله تعالى جعل اجماع هذه الامة حجة معصومة، وذلك أنه لا نبي بعد
محمد حتى يبين ما غير من دينه، وانما العلماء الذين هم ورثة الأنبياء
__________
(1)
ذكره المؤلف في قاعدة في الاستحسان 74 ومجموع الفتاوى 392/ 7 وبئن
المراد منه.
58

الصفحة 58