كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

مع منافاته العدل عندهم فهو مخالف لقوله: < ولاقروان! *وذر أخركلث)
1 الأنعام/ 164، فاطر/18]. ثم تنوعوا ما بين رد وتاويل، فردته طائفة منهم
عائشة وابن عباس والشافعي في " مختلف الحديث "12) وغيرهم، وقالت
عائشة: إنكم لتحدئونا عن غير كاذبين، ولكن السمع قد يخطىء.
وأقسمت أن النبي ع! يو ما قال ذلك، ثم روت حديثين وأحدهما معناه
يوافق معنى ذلك الحديث. ولهذا قال الشافعي في "مختلف الحديث"
لما قال: ما قالته عائشة أشبه بكتاب الله، لكن روايتها الاخرى هي
الصحيحة.
قلت: فأما الحديث الأول ففي الصحيحين (2) عن ابن أبي مليكة
قال: توفيت لعثمان ابنة بمكة، وجئنا لنشهدها، وحضرها ابن عمر وابن
عباس، واني لجالس بينهما، أو قال: جلست إلى أحدهما، ثم جاء
الاخر فجلس إلى جنبي، فقال عبدالله بن عمر لعمرو بن عثمان: ألا تنهى
عن البكاء؟ فإن رسول الله ع! يد قال: " ان الميت يعذب ببكاء أهله ". فقال
ابن عباس: كان عمر يقول بعض ذلك، ثم حدث قال: صدرت مع عمر
من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب قحت ظل سمرة، فقال: اذهب
فانظر من هؤلاء الركب، قال: فنظرت فإذا صهيب، فأخبرته، فقال:
ادعه لي، فرجعت لى صهيب فقلت: ارتحل فالحق امير المؤمنين. فلما
أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول: وا أخاه وا صاحباه! فقال عمر: يا
صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله ع! ير: " إن الميت يعذب ببعض بكاء
أهله عليه "؟! قال ابن عباس: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة،
__________
(1)
(2)
ص 649.
ا لبخا ري (6 8 2 1 - 8 8 2 1) و مسلم (8 2 9، 7 2 9، 9 2 9).
60

الصفحة 60