كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فوجده في غاشية أهله قالى: "قد قضى؟ قالوا: لا يا رسول الله، فبكى
النبي! يم، فلما رأى القوم بكى النبي! يم بكوه، فقالى: " ألا تسمعون؟ إ ن
الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -و شار
إلى لسانه - أو يرحم، وان الميت يعذب ببكاء أهله عليه ". وكان عمر
يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة ويحثي أو يرمي بالتراب.
وقد أخبره يه أيضا المغيرة سماعا من النبي لمجيد، ففي الصحيحين (1)
عن المغيرة قالى: سمعت النبي ع! ي! يقول: " ن كذبا علي ليس ككذب
على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) "، وسمعت
النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من نيح عليه يعذب بما نيح عليه ".
فهذا الحديث قبله أكابر الصحابة مثل عمر، وهو يحدث به حين
طعن، وقد دخل عليه المهاجرون والانصار، وينهى صهيبا عن النياحة،
ولا ينكر ذلك أحد، وكذلك في حالى إمرته يعاقب الحي الذي يعذب
الميت بفعله. وتلقاه أكابر التابعين مثل سعيد بن المسيب وغيره، ولم
يردوا لفظه ولا معناه.
وأما الذين ردوه تغليطا للراوي فهم الذين غلطوا، يغفر الله لهم.
كيف وقد سمعه مع الفاروق المغيرة وغيره؟ كيف والسابقون الاولون لم
ينكروه؟ ثم لو رواه بعض أكابر الصحابة لم يكن مردودا لما ذكر، فإن
أحد الحديثين اللذين روتهما عائشة يوافق معناه، وهو قوله: "إن الله
ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ". و م المؤمنين هي الثقة المأمونة على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الصديقة بنت الصديق، وهي من أعلم الصحابة
__________
(1) ا لبخا ري (1 9 2 1) و مسلم (933).
62