كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

و حفظهم لحديث النبي! سم! م، وهي حجة في ذلك. والحديث الذي روته
"إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله " يدل على أن الكافر الميت يعذب
ببكاء أهله عليه، فلو كان ذلك من باب حمل الوزر أو الظلم لم يصخ في
حق كافر ولا مؤمن. و ما إذا ر ت ر يا ورأى غيرها رأيا قالمرذ إلى الله
ورسويه.
وهي لم تحتح إلا بقولي تعالى: < ولاتزروازريروزر أخر! ث)، وهذه
الآية لا تخالف الحديث، فإن الميت لا يحمل من ذنب الحي شيئا،
وهذا هو حمل الوزر وأن يوضع من ذنب المرء على غيره ليخفف عنه،
بل النائح يعذب على نياحته، كما في الحديث الصحيح (1): "إن النائحة
إذا لم تتب قبل موتها فإنها تليس يوم القيامة وتقام وعليها سربال من
قظران ودرع من جرب ".
وكذلك الاحتجاج بقوله: <هو أضحك وأت!! > [الانجم/ 43]،
وجهه أن الله خالق الضحك والبكاء، وهو كائن بغير اختيار المرء، فلا
يعذب على فعل الله الذي ليس من فعله، كما لا يعذب على تمريضه
وتمويته. وهذه الحجة لا تخالف الحديث أيضا، فإن من الضحك
والبكاء ما يأمر الله به وينهى عنه، ولهذا قال الله تعالى: < فن هذا لحديث
تعجون *وتضحكون ولاتبيهون!) [النجم/ 59 - 60]، وقال: < ن لذلى
أتجرمو؟ نو) من الذين ء! وايضكون *> [المطففين/ 29]، فذمهم على ذلك.
وقال: < خروا سخرا ولبه! ا ه * > [مريم / 58]، وقال: < ويخ! ن للأذقان
يضكون! [1 لاسراء/ 109]، فجعل ذلك من أعمالهم الصالحة. بل الفرح
والحزن قد يدخل تحت الامر والنهي استحبابا و إيجابا، كقوله:
__________
(1)
مسلم (934) عن أبي مالك الاشعري.
63

الصفحة 63