كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الذي يجب القول به من احتجاج ابن عباس، وهو قوله: " إن الله أضحك
وأبكى "، فهذا هو من الله، وأما ما كان من اليد واللسان فذلك مما يأمر به
الشيطان فيدخل تحت العقاب، وان كان الله هو خالق كل شيء. ولولا
هذا لم تعذب نائحة، والنصوص كلها تخالف ذلك، كما تقدم في
الحديث، وكقوله! يم: "ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا
بدعوى الجاهلية " (1). وقال أبو موسى: أنابرىء ممن برىء منه رسول
الله ع! ير، برىء من الصالقة والحالقة والشافة (2). وكلاهما في
الصحيحين.
وقال الله تعالى: < ولابغسذ فى مغىوف!) [الممتحنة/ 12]، وهي
النياحة، كما جاءت مفسرة، وهي مما أخذه النبي ع! ؤ على النساء في
البيعة، كما في الصحيح (3) عن أم عطية قالت: أخذ علينا رسول الله ع! و
في البيعة أن لا ننوح، فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة.
ولهذا كانت النياحة محرمة على القول الصحيح الذي عليه جماهير
العلماء، وهو المنصوص عن أحمد وغيره، وإن كان بعض أصحابه
وبعض الناس جعل فيه تفصيلأ كالغناء عنده، فليس كذلك، بل جنس
النياحة أعظم من جنس الغناء للنساء، ولهذا كان الضرب بالدف في
الجنازة منكراً بلا ريب، حتى نص أحمد على وجوب إزالته في ذلك
بتخريق أو غيره، وان كان النساء يرخص لهن في الضرب بالد! في
الافراح، والنساء قد رخص لهن في الغناء في مواضع، ولم يرخص في
(1) أخرجه البخاري (1294،1297) ومسلم (103) عن ابن مسعود.
__________
(2) أخرجه البخاري (1296) ومسلم (4 0 1).
(3) البخاري (6 0 13) ومسلم (936).
65

الصفحة 65