كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

النياحة قط، بل السنن الصحيحة تنهى عن النياحة مطلقا، والسلف فما
كان ينوج قي عهدهم النساء.
ولم يأمر الله تعالى بالجزع قط ولا أثنى عليه، كما مر بالفرح في
مواطن وأثنى عليه، فالصوتان المنكران الاحمقان اللذان نهى عنهما
النبي! ييه: صوت لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت لطم خدود وشق
جيوب ودعاء بدعوى الجافلية (1)، حدهما أنكر من الاخر.
نعم إذا كان البكاء رحمة للمبكي عليه فهذا حسن مستحب، كما قي
الصحيحين (2) عن أسامة بن زيد قال: أرسلت ابنة النبي! يم إليه أن ابنا
لي قبض فأتنا، فأرسل يقرىء السلام ويقول: "إن لله ما خذ وله ما
أعظى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب". فأرسلت إليه
تقسم عليه ليأتيئها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل و بي بن
كعب وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إلى رسول الله غ! ي! الصبي ونفسه
تتقعقع كأنها شن، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟
فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وانما يرحم الله من عباده
الزحماء". وهذا يقتضي أن من لم يكن عنده رحمة للمتوجع بنزع أو
مرض أو فقر أو ظلم أو معصية أصيب بها ونحو ذلك، فانه لا يرحم.
ولهذا جمع الله تعالى بين الصبر والرحمة في قوله: < ثص كان من
الذين ءامنوا ونواصوا بالصبر وتواصؤا بالمرخمة!) [البدد/ 17]، ءفذكر التواصي
بالصبر وبالرحمة جميعا، إذ المرحمة بلا صبر يكون معها الجزع،
__________
(1)
(2)
أخرجه الترمذي (05 0 1) عن عبدالرحمن بن عوف. وقال: هذا حديث حسن.
البخاري (284 1) ومسلم (923).
66

الصفحة 66