كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والصبر بلا مرحمة يكون معه القسوة. فهذه الرحمة حسنة مامور بها،
واذا كان معها حزن لم يكن به بأس، وان لم يؤمر به، فقد قال يعقوب:
< جمأسنى عك يوسف وا! ضت عتناه مف الحزن فهو كظيم!) [يوسف/
84].
وفي البخاري (1) عن ثابت عن نس قال: دحلنا مع رسول الله جمييه
على بي سيف القين، وكان ظئرا لابراهيم، فاخذ رسول الله ع! يم إبراهيم
فقبله وشمه، ثم دحلنا بعد ذلك وابراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا
رسول الله جمييه تذرفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف: و نت يا رسول
الله؟! فقال: " يا ابن عوف، إنها رحمة ". ثم أتبعها بأخرى، فقال: " إن
العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وانا بفراقك يا
إبراهيم لمحزونون ".
وفي هذا الحديث روي: يا رسول الله، أو لم تنه عن البكاء؟ فقال:
" إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين " كما تقدم. ميز جمييه ما لا إثم فيه
أو ما يستحب من الرحمة والحزن والدمع، وما ينهى عنه من النياحة برفع
الصوت والندب وما يتبع ذلك مما ليس هذا موضعه، إذ الغرض بيان
معنى الحديث، و ن مافي حجة ابن عباس من رفع (2) التكليف عما ليس
مقدورا للعبد لا هو ولا سببه يخالف الحديث.
بل قد بين ع! يم الفرق بين النوعين، وما يؤاخذ الله عليه ومالم
يؤاخذ، ولفظ حديثه: "إنه يعذب ببكاء أهله " بالمد، أو "من نيح عليه
__________
(1)
(2)
رقم (1303).
في الاصل: " ترفع".
67

الصفحة 67