كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
يعذب بما نيح عليه "، والمعول عليه يعذب، والنياحة والعويل والبكاء
بالمد لا يكون إلا مع الصوت الذي هو الصلق، فأما الدمع (1) فهو بكى
بالقصر لا يمد، كما قال الشاعر (2):
بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل
فإن زيادة اللفظ لزيادة المعنى، والفعال من أمثلة الاصوات،
كالرغاء والثغاء والدعاء والخوار والجوار والنباح والصراخ، وكذلك
الفعيل كالضجيح والعجيح والهرير.
وأما القسم الثاني الذين تأولوا الحديث، فهؤلاء من المتاخرين
لامن الصحابة، فان الصحابة عرفوا المقصود برواية بعضهم لبعض، فلم
يستقم لهم التأويل، وهؤلاء جعلوا التعذيب على ذنب يفعله الميت،
فبعضهم جعله هو أمره بالنياحة، وقصر الحديث على هذا، كما يذكر عن
المزني. وبعضهم جعل ذلك إذا كانت النياحة عادتهم ولم ينه عنها،
فيعذب على ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهذا أمثل
التأويلات، وهو (3) تأويل البخاري صاصما الصحيح (4) وجذي أبي
البركات (5) وغيرهما.
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
في الاصل: " لدفع".
البيت لحسان بن ثابت في جمهرة اللغة 1027 وليس في ديوانه، ولعبدالله بن
رواحة في ديوانه 98 وتاج العروس (بكى)، ولكعب بن مالك في ديوانه 252
ولسان العرب (بكى). وانظر شرح شواهد شرح الشاقية 66.
في الاصل: "هي".
قال في كتاب الجنائز: باب قول النبي غقي!: "يعذب الميت ببعفمى بكاء اهله
عليه " إذا كان النوح من سنته. . .
في الاصل: "أبو البركات ".
68