كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يكون من بيان اتفاق القران والب ديث، فهذا نا في تفسير القران الذي
هو تأويله الصحيح، ونا في إثبات ما دل عليه القران والحديث من
الاحكام الخبرية العلمية الاعتقادية والاحكام العملية الارادية. ثم الاية
قد تكون نصا، وقد تكون ظاهرة، وقد يكون فيها إجمال، فالحديث
يقرر النص ويكشف معناه كشفا مفصلا، ويقرب المراد بالظاهر ويدفع
عنه الاحتمالات، ويفسر المجمل ويبينه ويوضحه، لتقوم حجة الله به،
ولتبيين أن الرسول بين ما أنزل إليه من ربه، بين معناه وحروفه جميعا،
وأنه لم يترك البيان لا لمجمل ولا لظاهر، ولم يؤخره عن وقت الحاجة،
بل قد بين ذلك أحسن البيان وأجمله.
وبهذا جرت عادة أئمة السلف وأتباعهم المصنفين في الأبواب أن
يذكروا الايات والاحاديث المناسبة في هذه الابواب وغيرها، كما فعل
البخاري ومن قبله ومن بعدهم من سائر الأئمة، فإن الامام أحمد
واسحاق بن راهويه وغيرهما يحتجون على أحاديث النزول وصحة
معانيها بما في القران من آيات المجيىء والاتيان ونحو ذلك. وهل ينكر
ذلك من له أدنى عقل وايمان؟
وأيما أحسن: الاستدلال على معاني الكتاب بما رواه الثقات
الاثبات ورثة الانبياء وخلفاء الرسل عن رسول الله المبلغ عن الله المبين
لما أنزل الله عليه، وبما قاله الصحابة والتابعون وائمة الهدى، وتأويل
القران الذي هو تفسيره بهذه الطرق؟ أم يؤخذ تفسير القران وتأويله وبيان
معانيه من أئمة الضلال وشيوخ التجفم والاعتزال كالعلاف والنظام
والمريسي ونحوهم؟ فان هذه التفسيرات والتأويلات عنهم وعن
أمثالهم، و ينقل ذلك عن بعض أهل العربية الذي يتكلم فيه بنوع من
7

الصفحة 7