كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وأيضا فان المحوج لهم إلى هذا التاويل ظنهم ظاهر هذا الحديث
عقوبة هذا بذنب هذا، وليس كذلك.
وأما الطائفة الثانية التي (1) اعتقدت هذا ظاهره فجوزت أن الله
يعاقب الانسان بعمل غيره، وهؤلاء يقولون: إن أطفال المشركين
يدخلون النار مع آبائهم، وهذا قول طائفة من أهل الحديث والفقه
والكلام من أصحاب أحمد وغيره، ويقولون: إن الله يفعل ما يشاء
ويحكم ما يريد، وإنه لا يتصور منه ظلم أصلا، فلا إشكال في الحديث
أصلا. ومن العجب أنه يستشكله كثير ممن يقول بهذا الاصل، وانما
المخالف للقرآن أن تحط سيئات غيره بلا معاوضة، وهذا ليس في
الحديث.
والذي عليه أكابر الصحابة والتابعين هو الصواب، فان النبي! ك! ي!
قال: "يعذب"، ولم يقل: "يعاقب". والعذاب أعم من العقاب، قال
! ير: " السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فاذا
قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل بالرجوع إلى أهله " (2). وقد قال
أيوب عليه السلام: < أني مسنى السئطن نجب وعذاب!) [ص/ 41]،
فالعذاب هو الالام التي يحدثها الله تعالى، تارة يكون جزاء على عمل
فيكون عقابا، وتارة يكون تكفيرا للسيئات، فانه "ما يصيب المؤمن من
وصب ولا نصب ولا. هئم ولا حزن ولا غئم ولا ذى إلا كفر الله به من
خطاياه ". أخرجاه في الصحيحين (3) عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
__________
(1)
(2)
(3)
في الاصل: "الذين".
أخرجه البخاري (4 180، 1 0 30، 5429) ومسلم (1927) عن أبي هريرة.
البخاري (642،5641 ه) ومسلم (2573) عن ابي سعيد و بي هريرة.
70