كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فالعذاب الذي يعذب به الميت في قبره من جنس الالام التي تحصل
له في الدنيا، وقد يكون غير ذلك، ولهذا روي عن النبي! ير في الحديث
الذي في السنن (1) أنه قال لنسوة في جنازة: ارجعن مازورات غير
مأجورات، فإنكن تفتن الحي وتوذين الميت ". ولهذا في سنن أبى
(2) ء (
د ود ان النبي! م! ر نهى أن تتبع الجنازة بصوت أو نار. وضرب عمر بن
الخطاب نائحة، فقيل له: قد بدا شعرها، فقال: إنه لا حرمة لها، إنها
تنهى عن الصبر وقد أمر الله به، وتامر بالجزع وقد نهى الله عنه، وتفتن
الحي وتؤذي الميت، وتبيع عبرتها وتبكي بشجو غيرها، إنها لا تبكي
على ميتكم، ولكن تبكي على أخذ دراهمكم.
وهذا الالم والعذاب الذي يحصل للميت بالنياحة موجود كما دلت
عليه أحاديث، مثل حديث عبدالله بن رواحة الذي رواه البخاري في
(3).
صحيحه عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبدالله بن
رواحة، فجعلت أخته تبكى واجبلاه واكذا! تعدد عليه، فقال حين أفاق:
ما قلت لي شيئا لا قيل لي: "أنت كذاك "؟ فلما مات لم تبك عليه.
ومثل هذا عرف عن غير عبدالله بن رواحة، فإنه يوجد الميت يشتكي
من تاالمه ببكاء الحي عليه، ويكشف في المنام وغيره في ذلك للمؤمن
أمور متعددة. وقد يحصل التأذي والالم للميت، وقد يتعذب الحيئ بما
يسمعه ويراه ويشمه من أحوال غيره. فهذا أمر موجود في الدنيا
__________
(1) أخرجه ابن ماجه (1578) عن علي بن أبي طالب، وفي إسناده إسماعيل بن
سلمان، وهو ضعيف.
(2) رقم (3171) عن أبي هريرة. واسناده ضعيف، انظر إرو ء الغليل (742).
(3) رقم (4267).
71