كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يرجعون إلى الحق، مثل تودف ابن عمر عن قوله: إن المصلي على
الجنازة له قيراط، حتى سالوا عائشة فروت ذلك أيضا (1). وكذلك
حديث فاطمة بنت قيس (2) وحديث بروع بنت واشق (3) و مثال ذلك
كثيرة. ما علمنا حدا من الصحابة والتابعين مع فضل عقلهم وعلمهم
وايمانهم ردوا حديثما صحيحا وتأولوه على خلاف مقتضاه، لمخالفة
ظاهر القران في فهمهم أو لمخالفة المعقول أو القياس، إلا كان الصواب
مع الحديث ومن اتبعه، فكيف بمن بعدهم؟! وهذا من معجزات الرسول
وايات حفظ دلمحنه وشرعه وسننه.
وهذا خاصة الصديق مع سائر الصحابة، فإنه لم يعرف له فتوى ولا
كلالم يخالف شيئا من الاحاديث، بل كمل فيه التصديق حيا وميتا.
ولغيره من التأويل والاجتهاد ما هو مثاب فيه على حسنه، ومغفور له فيه
خطؤه. بل كان الصديق يبين لهم من معاني النصوص إذا اعتقدوا في
ظاهرها مالا يدل عليه ورأى عدمه، كما قال له عمر عام الحديبية (4):
ألم يحذثنا رسول الله ع! ي! أنا ناتي هذا البيت ونطوف به؟ قال: أقال لك
إنك تاتيه هذا العام؟ قال: لا، قال: فإنك اتيه ومطوف به. وكان عمر
لما سال النبي! ير أجابه بهذا الجواب. وهو جواب حق، فإن اللفظ
مطلق لم يوقت زمنا، فتخصيصه بذلك العام كان في ظن المستمع، لما
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
أخرجه مسلم (ه 94/ ه ه و 56).
أخرجه مسلم (1480/ 41).
أخرجه أحمد (280/ 4،480/ 3) و بو داود (ه 211) والترمذي (1145)
و لنسائي (6/ 121،122،198) وابن ماجه (1891) من حديث معقل بن سنان
الاشجعي. وهو حديث صحيح.
أخرجه البخاري (2731، 2732) ضمن الحديث الطويل في غزوة الحديبية.
76

الصفحة 76