كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
رأى حركة النبي جميم والمسلمين إلى البيت ظن أن الوعد ينجز بهم في
ذلك العام، ولم يكن ذلك في ظاهر لفط الوعد.
وكذلك لما قال له عمر (1): كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله
لمجيم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فاذا قالوها عصموا
مني دماءهم و موالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى "؟ فقال له
أبو بكر: ألم يقل "إلا بحقها"؟ فإن الزكاة من حقها، والله لو منعوني
عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله! ي! لقاتلتهم على منعها ه قال عمر:
فما هو إلا ن رأيت أن الله قد نهرح صدر أبي بكر للقتال، فعلمت أنه
الحق.
وهذا المعنى الذي ذكره أبو بكر هو مصرح به في الحديث الاخر
الذي في الصحيحين (2) من رواية ابن عمر: "حتى يشهدوا أن لا إله إلا
الله و ن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ". فذاك
الحديث إن جعل معارضا لهذا فقد بين به أبوبكر عدم المعارضة، وبين
أن الحجة فيه أيضا بقوله "إلا بحقها"، أي لا تحل دماؤهم وأموالهم إلا
بحقها، أي لا تباح لي بالباطل بل بحقها، والزكاة هي من الحق الذي
أوجبه الله عليهم، فأنا أقاتلهم على هذا الحق. ثم بين بأنهم لو تركوا من
الحق شيئا قليلا لقاتلهم عنه، فقال: والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها
إلى رسول الله! لخييه لقاتلتهم على منعها.
وكلا الحديثين حق، فان الكافر المحارب إذا نطق بالشهادتين حرم
__________
(1)
(2)
خرجه البخاري (1399، 0 0 14) ومسلم (20) عن ابي هريرة ه
البخاري (5 2) ومسلم (2 2).
77