كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

حينئذ قتاله، ثم بعد ذلك إن أقام الصلاة وآتى الزكاة والا! تل عليها،
كما بئنه في الحديث الاخر. ثم بعد ذلك إن تركوا شيئا من حقها مثل أ ن
يستحلوا الربا أو يمتنعوا من تركه أو نحو ذلك، كانوا قد حاربوا الله
ورسوله، وقوتلوا أيضا على ذلك. وانما هي مراتب، فالكلمتان رأس
الاسلام من الكلام، والصلاة والزكاة هما رأس العمل، فتارة يذكر
الاصل الذي هو الاعتقاد والكلام، وتارة يقرن به الاصل الاخر من
العمل والاقتصاد، ثم يدرج سائر الدين الذي مر الله تعالى بالقتال عليه
في قوله " إلا بحقها"، كما قال تعالى: < وقئلوهغ حتي لاتكون فتنة
ويون الذتر! ل! دله > [1 لانفال/ 39]. فقوله: " عصموا مني دماءهم
وأموالهم إلا بحقها" كقولي تعالى: < ولا ئقتلوا لنفس لتى حرم الله إلا
يالحق > [الاسراء/ 33]، وقولي: < ولا تا! طو أموبمكم بينكم بالنطل > [لبقرة/
188].
ونظائر هذه المقامات للصديق كثيرة، يفقههم فيما خفي عليهم أو
ذهلوا عنه من معاني الكتاب والسنة، كتلاوة قوله تعالى: < رمامحمد إلا
رسول قد ظت من قئله ألرسل) [ال عمران / 4 4 1] حين قبض النبي! شيم، وفي
روايته لهم أحاديث لم يعرفوها، كحديث دفن النبي ع! يم (1) وغيره،
وكجوابه لهم فيما يشكل عليهم من معاني القرآن والحديث، وبيان أ ن
ظاهره حق، وأن من ظن أن ظاهره ليس بحق فهو المخطىء في ذلك،
و نه لم يوجد له فتوى ولا مر ولا كلام يخالف شيئا من النصوص كما
__________
(1)
أخرجه الترمذي (18 0 1) وأبو يعلى (45) من حديث عائشة، وقال الترمذي: هذا
حديث غريب. وله طرق وشواهد يرتقي بها إلى الصحة، منها ما أخرجه ابن ماجه
(1628) وأبو يعلى (22) من حديث ابن عباس عن أبي بكر.
78

الصفحة 78