كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وجد لغيره. ولهذا حكى غير واحد من العلماء إجماع أهل السنة
والجماعة على أنه أعلم الصحابة، فهو أعلمهم و شجعهم و جودهم
وأدينهم باتفاق أهل المعرفة من المسلمين، و عظم علمه وايمانه
التصديق بالنصوص النبوية خبرا و مرا واتباعها، و نه لايعارضها بشيء
من تاويلاته وارائه.
وهذا و كثر منه يبين لك أن المتبعين للحديث هم صديقو هذه
الأمة، والصديقون هم أفصل الخلق بعد الانبياء، ومن كان منهم أعظم
اتباعا له كان أعظمهم تصديقا ه و ما الخارجون (1) عن السنة والجماعة
فاما أن يكونوا (2) من جنس ذي الخويصرة و مثاله من الخوارج، واما أ ن
يكونوا من جنس عبدالله بن أبي وأمثاله من المنافقين، واما أن يكونوا من
جنس مسيلمة الكذاب و تباعه المرتدين الذين جعلوا مع الرسول نظيرا
له، واما أن يكونوا من جنس مانعي الزكاة و مثالهم ممن أقر ببعض
واجبات الدين وبعض ما جاء به الرسول دون بعض. وهذا أمر مطرد لا
يخرم، لا يخرج عن شريعة النبي! ي! وسنته وجماعة المسلمين المقرين
بالشهادتين إلا وهو إما منافق، واما مبتدع مارو كالذين كانوا على
عهده، وافا مرتد عن بعض دلمحنه، واما جاعل (3) معه نظيرا له، وهما
متلازمان، فان من جعل معه نظيرا له لابذ أن يرتد عن بعض دلنه، ومن
ارتد عن بعض دلنه فلابد و ن يطيع في ترك ذلك البعض لغيره.
وهؤلاء من المرتدين الذين قاتلهم الصديق والصحابة اجمعون،
__________
(1) في الاصل: "الخوارجون ".
(2) في الاصل: "كان".
(3) في الاصل: "جاعلا".
79