كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والخوارج هم الحرورية الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
وأصحاب رسول الله ع! ي! بامر النبي ع! ي! ونصوصه، لا بالاجتهاد والرأي
والتأويل. و ما المنافقون فانهم وان لم يقاتلوا إذ لم يطهروا إلا الطاعة لله
ورسوله فهم في الاخرة في الدرك الاسفل من النار.
فهذا حال المحارب والمسالم من الخارجين عن شريعة رسول الله
ع! يم وجماعة المسلمين من المقرين بالشهادتين، فأما من لم يقر
بالشهادتين من المشركين و هل الكتاب فأمره ظاهر، وانما الغرض من
قد يشمله لفظ " مسلم "، لظهور إسلامه بالشهادتين وان كان الايمان لم
يدخل قلبه، أو كان في قلبه مرض، أو قد ارتد عن بعضه. فهذا هذا،
والله أعلم.
وقد تبين بذلك أن الاحاديث النبوية من الصحاح من رد منها شيئا،
وفهم من ظاهره معنى يعتقد أنه مخالف للقران أو للعقل، فمن نفسه
أتي، وأن المقررين للنصوص هم أرفع الخلق و علاهم طبقة، إذ جمعوا
المعرفة والفهم، فان الصديق رضي الله عنه كان أعلمهم بما قال النبي
لمجو، و فهمهم لمعان زائدة من الخطاب، لا تستفاد بمجرد اللغة والعلم
باللسان، بل هي من الفهم الذي يوتيه الله عبده. كما في الصحيحين (1)
عن أبي سعيد قال: خطب رسول الله لمجيم فقال: "إن عبدا خيره الله بين
الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله "، فبكى أبو بكر وقال:
بل نفديك بأنفسنا، فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ أن يكون الله
خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله؟ فكان
رسول الله ع! ذلك العبد، وكان أبو بكر أعلمنا به، فقال: " يا با بكر، لا
__________
(1) ا لبخا ري (6 6 4) و مسلم (2 8 3 2).
80