كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

القران. فقيل له: لو كانت منسوخة لكان في السنة ما (1) يبين ذلك، كما
قال يزيد بن عبدالله بن الشخير: حديث رسول الله ع! يم ينسخ بعضه بعضا
كما ينسخ القران بعضه بعضا (2). ولهذا كان ظاهر مذهب أحمد وهو
مذهب الشافعي أن القران لا ينسخه إلا قران، لا ينسخه مجرد السنة
أيضا، وان كانت السنة مفشرة له مبينة له بلا نزاع. وقد خالفهم في ذلك
أكثر أهل الكلام وطوائف من الفقهاء، وهو الرواية الاخرى عن أحمد
التي يختارها أكثر أصحابه.
وهذا النزاع في جواز ذلك، وأما الوقوع [ف] لا أعلم إلى ساعتي
هذه حديثما صحيحا عن النبي ع! يم يجط تركه إلا لحديث صحيح يعارضه
ناسخا ومفسرا، لا أعلم ما يجب تركه من الحديث الصحيح لمخالفة
ظاهر القران أو العقل أو نص! للقران إلا ن يكون قد جاء حديث اخر
يخالفه، كما قاله الشافعي رضي الله عنه، فانه كان من أبصر الناس
بأصول الفقه وأعلمهم بالجمع بين النصوص المتعارضة، وناسخها
ومنسوخها، ومجملها ومفسرها، ولهذا تكلم على مختلف الحديث،
وكان يدعى ببغداد ناصر الحديث، وصرح بما ذكرته.
فروى شيخ الاسلام في كتاب ذم الكلام (3) عن الربيع قال: سئل
الشافعي باي شيء يهحبت الخبر؟ قال: إذا حدث الثقة عن الثقة حتى ينتهي
إلى رسول الله ع! يم، ولا يمرك له حديث إلا حديث واحدّ يخالفه حديث،
__________
(1) في الاصل: "بما".
(2) اخرجه الحازمي في الاعتبار (ص 16).
(3) (2/ 175).
84

الصفحة 84