كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
،1 (ِ.) ء
هب إلى اثبت الروايتين، أو يكون أحدهما منسوخا، فيعمل
بالناسخ. وإن تكافا ذهب إلى شبههما بكتاب الله وسنة نبيه فيما
سواهما، وحديث رسول الله! يم مستغن بنفسه، وإذا كان يروى عمن
دونه حديث 2 يخالفه لم ألتفت إليه، وحديث رسول الله! ك! يم أولى، ولو
علم من روي عنه خلاف سنة رسول الله! ك! يم اتبعها إن شاء الله.
وله وللامام أحمد وغيرهما من الائمة من الكلام مالا يفهم غوره
كثير من الناس، كما لائمة السلف قبلهم، فتجد من يفتي بطاهير من
القول ممن ألف طريقة بعض المتاخرين واصطلاجهم، لا يعرف
اصطلاجهم ولا يعرف مقصدهم ومغزاهم، بل فيه عجمة عن اللفط
والمعنى جميعا. ولهذا كان هؤلاء الائمة الذين اشتهروا بالإمامة في
الحديث - مثل الشافعي و حمد واسحاق وأبي عبيد وغيرهم من أئمة
الاثار- طريقتهم أنهم لا يردون شيئا من الحديث الصحيح، لا في
المسائل الخبرية ولا الشرعية، لافي الاصول ولا في الفروع، لا يردونه
لمخالفة ما يطن في قياس أو معقول أو مجرد ظاهر من القرآن، كما
بينا (3) أنه لا يوجد حديث صحيح مستحق الرد بلا حديث يعارضه، لكن
قد يفارق الرجل أصله أحيانا على وجه الغلط.
وكذلك أصول سائر الائمة وجميع السلف على أن الاخبار
الصحيحة مقبولة في جميع أبواب العلم الخبرية والعملية الاصول
والفروع، لم يكن في السلف ولا في الائمة من يرد الخبر في باب من
__________
(1) في الاصل: "فذهب ".
(2) في الاصل: "حديثا".
(3) في الاصل: "بيناه".
85