كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أبواب العلم بأنه خبر واحد، ولم ينشا ذلك الا من أهل الباع.
ولهذا ما زال علماء السنة يقبلون الخبر الصحيح، ويبينون اتفاق
الاخبار المتعارضة عند بعض الناس، ووضع كل حديثا موضعه، وأن
الاحاديث كما جاءت لا ترد بتكذيب ولا بتحريف. ولم يكن في أئمة
المسلمين من يقول: هذا خبر واحد في المسائل العلمية فلا يقبل، أو
هذا خبر واحد مخالف للعقل فلا يقبل، ومن قال شيئا من هذا عدوه من
أهل الباع، لكوفي يعارض السنة الصحيحة بما لم يجىء عن الرسول،
وكلام الرسول لا يعارضه إلا كلام الرسول.
لكن قد كان بعضهم يعارض الخبر المنفرد إما بطاهرٍ من القران وإما
بما يعتقده من الاجماع ونحو ذلك من الأدلة الشرعية، فهذا قد كان يقع
من بعض السلف، كقول عمر: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة لا
ندري هل حفظت أو نسيت (1). وقول مروان: فنأخذ بالعصمة التي
وجدنا عليها الناس (2). وما ذكر عن عائشة في مواضع من رد بعض
الحديث بظاهرٍ من القران. وكذلك ما يوجد في مذهب أهل المدينة من
تقديم العمل الذي يجعلونه إجماغا على الخبر، ويستدلون بذلك على
نسخه.
فهذا ونحوه قد كان يقع من بعضهم، وما علمت أنه و من ذلك
شيء لا والصواب خلافه، كما تقدم التنبيه عليه. ولهذا قال الإمام
أحمد: إذا ورد الخبر الصحيح عن النبي ع! ي! فهو سنة يجب اتباعها، ولا
__________
(1) أخرجه عبدالرزاق في المصنف (12027).
(2) اخرجه مسلم (1480/ 41).
86

الصفحة 86