كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

التوحيد والصفات والقدر ونحو ذلك مما يقع فيه خلائق من المتكلمة
والمتصوفة، لا يرون أن يحتجوا بالقرآن للاعتماد بل للاعتضاد، ولهذا
يقبلون الآيات الموافقة لظنونهم و هوائهم التي يسمونها معقولات،
ويجعلون الايات المخالفة لهم من المتشابهات التي لا يجوز اتباعها،
ولهذا كان السلف يسمونهم أهل الاهواء.
وهو موجود أيضا في غالب الخلق من العلماء والامراء ومن دخل
فيهم من المشايخ والملوك ونحوهم في كثير من أمور الدين القولية
والعملية، وان كانت مما يسوغ فيه الاجتهاد. فإن من اعتقد قولا و عملا
وصار لا يحب من نصوص الكتاب والسنة و دلة الحق إلا ما وافق هواه
في ذلك القول والعمل، ويبغض الحق الذي يخالفه، فهو صاحب
هوى. وكذلك لو علم أن قوله وعمله أصح، ولم يعط منازعه ما يستحق
من الحق، بل زاد في ذمه على ما شرعه الله ورسوله، كان صاحب هوى.
وهذا هو أصل التفرق بين أهل الارض قديفا وحديثأ، فإن اتباع الهوى
بعد ظهور الحق بغي، قال الله تعالى: < وما ئفرق الذين أوتوا ا اد إلامن بعد ما
جأبهم البئنة *وقا مرؤا إ، لئعبدو افه نحلصين له لدين حنفا وبقممو الصلو ويؤنوأ
الزبهؤ وذ لك دين القيمؤ> [البينة/ 4 - 5]. وهذه اية عظيمة في سورة عظيمة أمر
الله رسوله أن يخص أبئا بتبليغها له وقراءتها عليه، ليستمعها ويتلقنها [و]
هو مختص من النبي ع! يم، وقال: " إن الله امرني أن اقرا عليك هذه السورة) "،
قال: أو سميت؟ قال: نعم، فبكى أبي (1). فأخبر بتفرقهم وبما أمروا به
بعد قوله: < لم يكن الذين كفرو من أهل الكئف والمثركين منفكين حتئ تأنيهم
ا ثئة! رسول من الله يئلو صفا فطفرة * فيها كئمب قيمة > [البينة / 1 - 3].
__________
(1)
خرجه البخاري (3809) ومسلم (799) عن انس.
89

الصفحة 89