كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

على عبادته وطاعته، فاذا امتنع من عبادة ربه أباج أن يفيء المال إلى
عباده المؤمنين الذين يعبدونه وحده، فإنهم (1) المستحقون لذلك في
دينه الذي هو عبادته وحده، و ن يسترفوا تلك الانفس، فإن خدمتها لمن
يعبد الله خير من معاندتها لهم.
فسبب الر! الكفر (2)، وهو من العقوبات، والعقوبات لا تسقط
بمجرد التوبة بعد 1 لقدرة. ولهذا كان المحارب إذا أسلم قبل القدرة
عليه (3) عصم دمه وماهو في سلطانه من ولده الصغار وماله، [و] كان
حرا، كما قال النبي! لخيو للأسير العقيلي لما قال: إني مسلم: "أما إنك لو
قلتها و نت تملك امرك أفلحت كل الفلاح " (4). واذا اسلم بعد القدرة
عليه عصم دمه فقط، لان الاسلام هو المطلوب بالقتال، ولهذا من كانت
ردته مجردة فأسلم بعد القدرة عليه عصم أيضا دمه، لان الاسلام يجب
ما قبله من عقوبة الكفر.
ولهذا لما كان الله تعالى إنما خلق [الخلق] لعبادته وحده لا شريك
له، وبذلك بعث رسله و نزل كتبه، كان الخروج عن ذلك بالكلية - وهو
الشرك - غير مغفور، كما قد بين في غير هذا الموضع، و [من] كان معه
مثقال ذرة من إيمان يخرج من النار.
والعبادة أصلها عبادة القلب، وهي غاية الذل بغاية الحب، وذلك
إنما يكون بشعور في القلب وعلم واحساس وبإرادة وقصد واختيار،
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
في الاصل: "فانتم)].
في الاصل: "فسبب الرق سببه الكفر".
في الاصل: "على".
اخرجه مسلم (1641) عن عمران بن حصين.
91

الصفحة 91