كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فالمستكبر عن عبادة الله تعالى ليس بمسلم، و لمشرك الذي يعبده ويعبد
غيره ليس بمسلم، والاسلام يضاذ الاستكبار و لاشراك جميعا. ومن
المعلوم أن كل من أعرض عن عبادة الله وحده فلابد أن يهوى قلبه ويحب
شيئا اخر، فان العبد كما قال النبي ع! يو: "أصدق الاسماء الحارث
وهمام " (1) هو همام، لابد له من نية، والهمة أول النية، فالهفة من " هم"
مثل النية من " نوى "، وهي الفعلة يراد بها نوع من الارادة، ويراد بها نفس
الشيء المراد، إذ المصدر يطلق على المفعول، فنفس المنوي المقصود
يقال له: نوى وقصد، كما يقال: هذه النوى، للجهة التي يقصدها
المسافر. وكل من لم يعبد دله وحده فانما يعبد هواه أي ما يهواه، فانه إذا
كان همافا مريدا ولم يرد الله فلابد أن يريد غيره، وذلك هو هواه،
والهوى يقال له المهوي المحبوب، كما يقال النوى والنية [و] القصد
للمنوي المقصود، كما تقدم.
فلما كان كل من لم يعبد الله فانما يعبد هواه وما يهواه ويحبه بنفسه
قال تعالى: < أر يف من اتخذ لهه- هوف أفاشا تكمن لخه وكيلأ! أم
تخسب أن أكزهغ لمجتمعون أؤ يعقلولث إن هم إلا كالألعم بل هتم أضل
َسللا *> [1 لفرقان/ 43 - 4 4]، وقال: < أفرءيت من اتخذ لفه- هونه وأضته الله
عك عؤ وختم فى كعه- وقلبه - وجعل على بصره يخشنؤه فمن يهديه من بند الله)
1 الجاثية/ 23]. فأخبر أنه جعل الهه الذي يعبده هو ما يهواه ويحبه. ولهذا
قال الفقهاء في صفة المشركين: يعبدون ما يستحسنون. وقد أشرنا إلى
هذا المعنى في قول إبراهيم: < لا أحمث الأظرن!) [الانعام/ 76].
__________
(1)
أخرجه أحمد (345/ 4) و بو داود (4950) عن ابي وهب الجشمي. وهو
حديث صحيح.
92